دعاء الاستخارة وكيفية أداء صلاة الاستخارة وأفضل وقت لها
دعاء الاستخارة وكيفية صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة و دعاء الاستخارة هما أحد السنن الثابتة ثبوتاً قطعياً عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد جاء عنهما الكثير وهو الأمر الذي يحثُّنا على الأخذ بهما حين يصعب على الإنسان منا أن يختار بين أمرين يجد نفسه في حيرة بينهما، أو حتى حينما يكون مقبلاً على أمر ما ولا يعلم ما قد يحدث في المستقبل وخاصة الأمور المصيرية في الحياة، مثل الزواج والتقدم لشغل وظيفة أو غيرها من الأمور الهامة التي تشغل بال كل إنسان فينا.
ما هي صلاة الاستخارة ؟
بداية يجب أن نعرّف ما هي صلاة الاستخارة ؟، ولعلنا من اسمها نستشف جزءاً من معناها فهي استخارة، فمن الاستخارة طلب الخير فيما يرجوه الإنسان، أما تعريف صلاة الاستخارة اصطلاحاً، فهي ركعتان يصليهما العبد بين يدي الله طالباً منه أن يختار له الخير في أمر مباح يرغب فيه الصلاح حين تتداخل عليه الأمور ويختلط عليه بيان الأفضل، ولا تكون الاستخارة في أمر مكروه أو فيه شبه تحريم ويمكن أداءها أكثر من مرة في أوقات متعددة.
كيف تكون صلاة الاستخارة ؟
حسب ما جاء بالسنة النبوية في روايات الصحابة رضوان الله عليهم أن أداء صلاة الاستخارة تكون بأداء ركعتين من غير الفريضة يدعو خلالهما المستخير دعاء الاستخارة الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد تعددت أراء العلماء في موضع دعاء الاستخارة ، فالغالبية ترى أن دعاء الاستخارة بعد التسليم أفضل فيما ذهب الإمام ابن تيمية إلى أن دعاء الاستخارة قبل التسليم أفضل من الدعاء بعده، مع استحباب أن يبدأ المستخير دعاء الاستخارة بالحمد لله ثم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك بعد أن ينتهي من دعاء الاستخارة يستحب أن يختم دعاءه بالحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهناك من يعتقدون بأن النوم عقب صلاة الاستخارة شرطاً لصحتها ولكن لا دليل على هذا، كما أن الرؤية لا يُشترط أن تكون لها علاقة بالاستخارة وبناءً على ذلك فلا تُبنى عليها الأحكام بشكل عام.
ما هي صيغة دعاء الاستخارة ؟
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك لنا أمراً يشغلنا من أمور ديننا إلا وفصله وفسره لنا تفسيراً دقيقاً لا يترك لنا مجال للخلاف ولا للريبة فيه، وبالطبع ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم صيغة دعاء الاستخارة الذي يدعو به المسلم لاستخارة الله عز وجل في أموره التي يجد نفسه فيها.
فقد ورد عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما، قَال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ يَقُولُ:
” إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أو قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أو قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي به “، قَالَ: (وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ)
ما يستحب قراءته من القرآن في صلاة الاستخارة
رأى البعض من الصحابة والسلف الصالح استحباب التالي :
- قراءة ” قل يا أيها الكافرون ” في الركعة الأولى بعد الفاتحة، وقراءة ” قل هو الله أحد ” في الركعة الثانية بعد الفاتحة.
- هناك أراء أخرى قالت أنه يستحب أن تكون الآيات فيها إقرار بالطمأنينة لاختيار الله عز وجل كأن يقرأ المستخير في الركعة الأولى بعد الفاتحة ” وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ*وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ*وَهُو اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ” ( الآية 68 من سورة القصص ).
- وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة يقرأ قوله تعالى ” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ” ( الآية 36 من سورة الأحزاب ).
- وهناك رأي آخر ذهب إلى عدم تحديد ما يقرأه المستخير أثناء أداءه لصلاة الاستخارة وهو الرأي الذي قال به الحنابلة وبعض الفقهاء.
هل تصلى الاستخارة مع الفريضة ؟
وردت أسأله كثيرة أسئلة كثيرة عن المواقيت التي يمكن أن تُصلى فيها صلاة الاستخارة، وهل من الممكن أن تُصلى مع صلاة مكتوبة كالظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ولكن الرد في هذا الموضوع واضح ولا جدال فيه على الرغم من تعدد آراء العلماء، حيث ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ” إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ ” أي أنها لا تصلى مع فريضة، وعلى الرغم من تعدد الآراء والتفاسير في ذلك فقد أقر جمهور العلماء بتفضيل صلاة الاستخارة مستقلة على أن تصلى مع صلاة أخرى
ما هي شروط صلاة الاستخارة و دعاء الاستخارة ؟
إن لصلاة الاستخارة و دعاء الاستخارة أهمية كبيرة وشيوع واسع الانتشار بين المسلمين في حياتهم بشكل عام، ولذا وجب علينا أن نكون على علم بشروط أداء صلاة الاستخارة و دعاء الاستخارة والتي نذكر منها أهمها على الإطلاق وهي :
- يجب أن تكون الاستخارة في الأمور التي يجد المسلم نفسه في حيرة من كونها خيراً أو شراً، فلا تُصلى الاستخارة للعبادات ولا الواجبات، ولكن يمكن أن تُصلى الاستخارة لبيان الوقت كأن يستخير المسلم في أداء فريضة الحج هذا العام أم في عام آخر.
- كذلك لا تُصلى الاستخارة في الأمور المحرمة أو المنهي عنها.
هل يمكن تكرار صلاة الاستخارة ؟
تكرار صلاة الاستخارة هو من الأمور التي يتردد فيها المستخير، فهناك من يظن أنه لا يجب أن يكرر الصلاة و دعاء الاستخارة ، ولكن يجب العلم أن جمهور العلماء قد قالوا بأنه ينبغي أن تكرر الاستخارة بالصلاة و دعاء الاستخارة سبع مرات إذا لم يظهر لك شيء تجاه ما تستخير بشأنه، أما إذا انشرح صدرك للأمر فلا داعي لتكرار الاستخارة
حكم دعاء الاستخارة من دون صلاة
مع تكرار الحاجة إلى الاستخارة وطلب العون من الله الخالق العظيم، والرغبة في أن يمنحنا الله علامة على خير ما نحن بصدد البدء فيه من عدمه، وُجد أن دعاء الاستخارة دون صلاة الاستخارة مُشرع للمسلم أن يقوم به، فالحاجة إليها لا تنتهي وقد تكون على وجه السرعة في أمور تقضي بالتعجيل بها.
وهناك حالات أخرى كأن تكون المرأة حائض فهي تدعو بدعاء الاستخارة دون أداء صلاة الاستخارة، مع التأكيد على أن الأولى للمسلم والأكمل أن يجمع بين الصلاة والدعاء، وذلك لأن صلاة الاستخارة أصلاً سنة من السنن ولا حرج في تركها.
بناءً على ما تقدم واعتماداً على أقوال الصحابة والتابعين واستناداً لآراء العلماء فقد عرضنا دعاء الاستخارة وصيغته التي وردت عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وعرضنا شروط أداء صلاة الاستخارة وكيفيتها وإمكانية تكرارها، سائلين الله عز وجل أن ينفعنا وإياكم بما علمنا.