عيد الأم وتاريخه في أي شهر مع أغنية عيد الأم
يعتبر عيد الأم الذي يقام في تاريخ اليوم الحادي والعشرين من شهر مارس من كل عام بمثابة إقرار من البشرية جمعاء، أن هذا الكائن المتمثل في جميع الأمهات على وجه الأرض هن صاحبات فضل عظيم لا يمكن أن يقدره كلام، ويستحيل أن يعبر عنه وصف مهما بلغت دقته، ولا حتى بالاحتفال بمناسبة عيد الأم.
الأم
سبحان من سواها روحاً تجود بكل ما لديها من أجل غيرها، وألهمها أن تكون منبراً للعطاء ومثلاً للجود، وجعلها تعطي دون مقابل وتسهر دون أن تشتكي، وتطبّب دون أن تدرس الطب وتربي بتلقائية ربانية لا مثيل لها.
إنها الأم إنها روح أعطتك من دمها ومن غذاءها وحتى من الكالسيوم الموجود في عظمها، إنها منحة الله الأولى لكل بني البشر بعد الحياة، فإنك حين ينفخ فيك وأنت جنين في بطن أمك فهذه منحة الله الأولى لك ألا وهي الحياة، ثم تكون من بعدها منحتك التالية وهي أمك.
هذه النعمة التي لا تقدر بثمن ولا يمكن لأي مخلوق كائن ِمن كان أن يعوضها أو حتى يحل محلها ولو للحظات، فعن بن عباس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الجنة تحت أقدام الأمهات ” ( رواه ابن عدي من طريق موسى بن محمد المقدسي )
الأم في القرآن والسنة
لقد أعطى القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة اهتماماً كبيراً بالأم وفضلها ومكانتها وعظيم قدرها ووجوب طاعتها، وهو ما جاء فيه أمر الله سبحانه وتعالى ببرها وتحريم عقوقها وربط بين رضاه سبحانه وتعالى ورضاها، كما أمر بحسن صحبتها وحسن ولين معاملتها رداً للجميل وعرفاناً بالفضل لصاحبة الفضل الموصول في حياة كل إنسان.
النبي صلى الله عليه وسلم ووصيته عن الأم
كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على الوصية بالأم لأنها هي الأكثر عاطفة والأكثر شفقة فهي التي تحملت آلام الحمل والوضع والرعاية والتربية، فقد جاء في القرآن الكريم ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ” ولقد وصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ” ( صدق الله العظيم ) ( الآية 14 سورة لقمان ).
وقال تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ” ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ” ( صدق الله العظيم ).
أحاديث عن الأم
أما في السنة النبوية فهناك الكثير من الأحاديث التي وردت لتصرح بفضل الأم ومكانتها وعظيم قدرها، وكيف يراها الإسلام أحق الناس بحسن المعاملة وحسن المصاحبة، ومن تلك الأحاديث ما يلي :
- ورد في الحديث عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : ” جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ : فقال أمك، قال ثم من ؟ قال أمك، قال : ثم من ؟ قال أمك، قال ثم من ؟ قال أبوك ” ( متفق عليه ).
- وجاء في حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه، قيل : من يا رسول الله ، قال من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كلاهما، ثم لم يدخل الجنة ” وفي رواية أنه جاء رجل اسمه جاهمة فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ” يا رسول الله أردت أن أغزو وجئت أستشيرك فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : هل لك من أم ؟ قال نعم، قال ” فالزمها فإن الجنة تحت رجليها ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
من صاحب فكرة عيد الأم
عيد الأم يعد أحد أهم الأعياد التي يتم الاحتفال بها، ففي عالمنا العربي يعتبر الكاتب الصحفي المصري مصطفى أمين هو صاحب فكرة عيد الأم ، ولقد كانت البداية عندما قام بأول دعوة للاحتفال بمناسبة عيد الأم في كتابه المعروف ” أمريكا الضاحكة “، لكن في هذه الأثناء من عام 1943 لم يكن يعباً الكثيرون بفكرة عيد الأم.
بينما ظلت فكرة عيد الأم في رأس صاحبها مصطفى أمين حتى عام 1953، حيث ذهبت إحدى السيدات إلى مصطفى أمين في مكتبه لتحكي له قصة كفاحها ورعايتها لأولادها خاصة بعد وفاة زوجها وأنها لم تتزوج وكرست حياتها لتربية أطفالها حتى أصبحوا رجالاً وأصبح واحداً من بين أبنائها طبيب، ساعدته وجهزت له بيتاً وحينما تزوج أنكر فضلها حتى أنه لم يقل لها شكراً.
فتأثر وقتها مصطفى أمين بما سمعه من قصة هذه السيدة المصرية وألح على المسئولين بفكرة عيد الأم مراراً وتكراراً، ومع إصرار مصطفى أمين على أن تخرج فكرة عيد الأم للنور، ذهب إلى كمال الدين حسين والذي كان وزيراً للتعليم في وقتها وعرض عليه فكرة عيد الأم فوافق على الفور لأنه كان أيضاً يحب أمه حباً كبيراً، ومن وقتها عمل كمال الدين حسين على أن يتم الاحتفال بمناسبة عيد الأم ، وتم اختيار يوم 21 مارس من كل عام للاحتفال بمناسبة عيد الأم وبدأ الاحتفال به في مصر فعلياً في 21 مارس عام 1956
لماذا يحتفل العالم بمناسبة عيد الأم ؟
الأم مدرسة إذا أعددتها ** أعددت شعباً طيب الأعراق، هذا هو قول أمير الشعراء أحمد شوقي وشاعر النيل حافظ إبراهيم في وصفهما للأم وقيمتها التي لا خلاف عليها، فالأم حقاً مدرسة إذا تم إعدادها بالشكل الصحيح أعددت شعباً طيب الأعراق والصفات والأخلاق، فالأم نور وطاقة لا يتوقف مصدرها عن العطاء والبذل والجود بكل ما لديها فداءاً لأبنائها.
فهل عرفنا لماذا يحتفل العالم بمناسبة عيد الأم ؟ إنه يأتي كاعتراف ضمني على أنها أفضل شخص في حياتنا جميعاً فهي التي حملت وعانت آلام الحمل والوضع، وهي التي سهرت إلى جانب أطفالها تطببهم وتحنو عليهم وتلبي طلباتهم وتعطيهم من عمرها عمراً ومن فرحها سنوات.
وإن سألت أي أم في العالم إن كانت سعادة أبنائك لن تدوم إلا ببكائك فلسوف تقول لك دون تفكير : أنا أشتري سعادة أبنائي بأي مقابل، غير عابئة بكم الألم الذي قد تتحمله مستقبلاً، إنها حقاً من أعظم نعم الله على البشرية جمعاء.
ففي عيد الأم يخرج فيه الجميع كباراً وصغاراً يحتفلون فيه بإنسانة بلغت أسمى معاني الإنسانية، وصلت أعلى درجات المحبة، وأعطت أسمى معاني التضحية والعطاء، وأنفقت من رصيد سعادتها على كل من حولها، ومنحت أبناءها حباً وحناناً وأماناً واحتواءً لا يضاهيه أي شيء آخر في العالم.
فهل عرفنا الآن أن هذا اليوم ليس فقط يوم عيد الأم ، وإنما كل يوم نستيقظ فيه ونرى أعين أمهاتنا مليئة بالحياة هو يوم عيد لنا قبل أن يكون يوم عيد الأم ، فاللهم احفظ كل الأمهات وامنحهن من الجنة ما يستحقون أن يكون جزاءاً حسناً عما قدموه لأبنائهن.