كل ما تريد معرفته عن حرب ٦ اكتوبر
تعتبر حرب ٦ اكتوبر واحدة من أقوى الهجمات التاريخية التي تم شنها ضد الجيوش الصهيونية، والتي دارت أحداثها بين طرفي القتال مصر وإسرائيل في السادس من شهر اكتوبر لعام ١٩٧٣م، في فترة حكم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات لاسترداد شبه جزيرة سيناء التي كانت قد احتلها الجيش الإسرائيلي ونفي الأكذوبة التي قد أشاعها بأنه جيش لا يهزم.
أسباب حرب أكتوبر ١٩٧٣
لقد كانت حرب ٦ اكتوبر أقوى صفعة للجيش الإسرائيلي ومن يحالفه بعد أن تجرأ على احتلال سيناء الغالية، فكان لابد من شن تلك الحرب لاستردادها واستعادة هيبة المصريين وجيشهم، وبعد أن وقعت ما يلي من أحداث:
- هجم الجيش الصهيوني بالطائرات على مراكز القيادة المصرية، فتسبب في إصابة ومقتل الكثيرين من صفوف الجيش المصري، وعرفت تلك الهجمة الغادرة بنكسة ١٩٦٧م وكانت في فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
- على أثر تلك الهجمة تم احتلال شبه جزيرة سيناء الغالية، بل قد توغل جيش الاحتلال بقواعده إلى الضفة الشرقية، وكانت تلك النكسة بمثابة الشرارة التي أشعلت الحرب ضد الحيش المحتل لاستعادة ما اغتصبه من أرض الوطن.
- خاصة وأن كانت الخيانة سببا في تلك النكسة حيث قد تسلم الجيش المصري شحنة فاسدة من الأسلحة ليسقط مترنحا أمام العدو المحتل، وقد تبع النكسة عددا من الاجتماعات والمفاوضات في الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي بهدف انسحاب العدو من سيناء وهضبة الجولان السورية.
- لكن جيش الاحتلال أبى أن يترك سيناء إلا أن يتم الاعتراف بدولة إسرائيل بشكل كامل، وقد قوبلت تلك المساومة بالرفض التام، واستمرت حرب الاستنزاف منذ عام ١٩٦٧م إلى عام ١٩٧٠م وكانت ترد المدفعية المصرية على ضربات المدفعية للعدو واستمرا في إنهاك كل منهما للآخر.
- تم إعلان الهدنة بين الطرفين وتوقف تبادل إطلاق النيران بسبب تدخل الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن رحل الرئيس جمال عبد الناصر وبعدها قد آل الحكم إلى القائد العسكري العظيم محمد أنور السادات الذي خطط بذكاء للحرب مستغرقا ثلاث سنوات من التخطيط السري البحت، إلى أن أطلق الحرب في ساعة الصفر التي لم يكن قد أخطر بها أحدا.
أحداث حرب أكتوبر ١٩٧٣
أطلقت شرارة ملحمة التاريخ الوطنية (حرب ٦ اكتوبر المجيد) في تمام الثانية وخمس دقائق من ظهر السبت ٦ أكتوبر لعام ١٩٧٣م الموافق ١٠ رمضان ١٣٩٣هـ، لاستعادة أرض الفيروز التي قد اغتصبها الصهاينة، بعد تخطيط ذكي من قائد القوات المسلحة الأعلى الرئيس المصري محمد انور السادات.
قد حدد الخطة وعقد مقابلات مع قواد الجيش المصري بمن فيهم رؤساء الأركان وهيئة العمليات ووزير الدفاع بمقر العمليات العسكرية، وفي ساعة الصفر انطلقت مائتان وعشرون طائرة مقاتلة لتعبر قناة السويس وتدمر كافة قواعد ومطارات جيش الصهاينة الحربية التي أقامها على أرض الفيروز.
كان ذلك تزامنا مع انطلاق ألفين من المدافع بنوع الحمم البركانية لتسقط فوق القوات الصهيونية على الضفة الشرقية المحتلة من قناة السويس، فاستطاع الجيش المصري أن يربك عدوه ويعبر القناة ويحطم خط بارليف الذي أشاع العدو بأنه لا يمكن تحطمه وعبوره، وانتهى القتال بانتصار مصري ساحق واستعادة الأرض المسلوبة والكرامة والهوية المصرية.
حرب أكتوبر المقاتلون
- لازالت حرب ٦ اكتوبر المجيدة مفخرة التاريخ المصري منذ عقود وإلى يومنا هذا، فقد كانت حرب الكرامة المصرية.
- نجحت بها القوات المسلحة بقيادتها الباسلة في عبور القناة وصولا إلى الضفة الشرقية حيث دكت قواعد العدو وألحقت بهم هزيمة ساحقة.
- في صباح منتصف شهر أكتوبر وجه الجيش المصري ضربات عنيفة قرب جنوب الإسماعيلية بمدينة الدفرسوار فأفسد خطة اقتحام العدو للسويس والإسماعيلية.
خسائر إسرائيل على الجبهتين
بعد أن ألحق جيشنا المصري هزيمة ساحقة بالجيش الإسرائيلي، فقد أردى صفوف العدو أرضا وأفسد معداتهم القتالية كالآتي:
- أسقط جيشنا الباسل ما يقرب من ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف قتيل من الجيش الصهيوني، كما وصل الجرحى والمصابين إلى عشرين ألف مصاب.
- بلغ عدد الطائرات الحربية المدمرة ما يقرب من ٣٧٢ طائرة قتالية، والدبابات التي تم تدميرها بلغ عددها ١٠٠٠ دبابة.
- تم إسقاط حوالي ٢٥ مروحية صهيونية، وأسر الكثير من جيش الصهاينة.
نتائج حرب ٦ اكتوبر
أثبت جيش البواسل المصريين بقيادة الرئيس الجسور أنور السادات قوة وشجاعة المصريين في العالم أجمع، وتمكن من استرداد قطعة محورية وغالية من أرض مصر الحبيبة، إلى جانب استعادة كامل السيادة على قناة السويس أعظم ممر ملاحي بالعالم.
تم استرداد أغلب الأرض المسلوبة من سيناء، وتوضيح أكذوبة ان الجيش الإسرائيلي له هيبة لا يمكن هزمها، ومن ثم وضعت قواعد الجيش المصري على شرق القناة بعمق حوالي ١٥ كم، وانتهت أكذوبة اللا سلم واللا حرب على يد القائد العظيم والذي كان يرى أن تلك الحالة شوف تقضي على الجيش المصري نفسيا وماديا،وكانت حرب ٦ اكتوبر هي السبيل لعقد اتفاقية كامب ديفيد بين الرئيس الراحل محمد أنور السادات والسلطات الإسرائيلية.
مفاوضات الكيلو ١٠١
قامت تلك المفاوضات على نمط عسكري، بين مصر والجيش الصهيوني بإشراف من الأمم المتحدة وقد جاءت للتوصل إلى أوسط الحلول بهدف وقف الهجمات بعد حرب ٦ اكتوبر بقرار رقم ٣٣٨ الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
استمرت المفاوضات ليلة بأكملها في يوم ٢٨ أكتوبر بترسيم حدود ودعم الجيش المصري ومدينة السويس بالطعام والمياه، والتوصل إلى حل فيما يخص الجرحى والأسرى وخصصت مواقع عدة لتمركز قوات الطوارئ الدولية.
مباحثات كامب ديفيد
في السابع عشر من شهر سبتمبر لعام ١٩٧٨م تم عقد اتفاقية كامب ديفيد بين القائد الباسل محمد أنور السادات ومناحيم بيجن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بحضور من جيمي كارتر الرئيس الأمريكي في الولايات المتحدة الأمريكية بمنتجع كامب ديفيد.
ودامت تلك المفاوضات لاثني عشر يوما منذ الخامس وحتى السابع عشر من سبتمبر لعام ١٩٧٨م، وانتهت بموافقة الطرفين على سلام دائم بالشرق الأوسط، وأن تنسحب إسرائيل بالكامل من سيناء، بالإضافة إلى تحسين العلاقات بين مصر وإسرائيل عقب أول مرحلة للانسحاب.
بعد كل تلك المباحثات لم تسلم أرض الفيروز بالكامل لمصر، فقد أبت إسرائيل أن تنسحب من طابا وتم استكمال المباحثات إلى أن رحل القائد العظيم وتولى الحكم القائد الراحل محمد حسني مبارك، فاستكمل ما بدأه قائده واسترد طابا بحكم دولي بعد مفاوضات عديدة ومريرة، في التاسع عشر من مارس لعام ١٩٨٩م، وتم رفع العلم المصري عليها وعادت سيناء تحت السيادة المصرية الكاملة.
الدروس المستفادة من حرب أكتوبر ١٩٧٣
بعدما تحدثنا عن حرب ٦ اكتوبر المجيدة وتأثير انتصاراتها على المصريين برد هيبتهم وكرامتهم، فهناك العديد من الدروس المستفادة من تلك الحرب، ومنها:
- إثبات قدرة جيشنا الباسل على التخطيط والمناورات، واستعداده للتضحية لاسترداد أرضه الغالية.
- تحطمت أسطورة الجيش الذي لا يهزم وخط بارليف الذي أشيع بأنه لا يحطم، فأصبح مزارا لأبناء الوطن.
- قد وضع المصريون كامل ثقتهم في رجال الجيش المصري الذين لا يخضعون للعدو مهما كانت قوته وعتاده.
- تم تنفيذ أكبر المشروعات على أرض سيناء الحبيبة وقد أصبحت موضع استراتيجي هام لمصر.
- استعادت مصر قناة السويس واستؤنفت الملاحة بها فأصبحت من أهم المشاريع الاقتصادية التي تجني أموالا طائلة لمصر.
- أصبحت حرب أكتوبر هي أروع الذكريات المصرية التي توطد انتماء المصريين للوطن وتلهب حماسهم.