شعر رومانسي وأجمل قصائد الحب والرومانسية

شعر رومانسي تتوالى الرومانسية على مر العصور عند العرب، ففي الجاهلية نجد أن الشعراء كانوا مولعين بالتشبيب بالمحبوبة والتغزل بها في شعرهم، ولم ينته طريق الرومانسية إلى هذا الحد، بل أكمل حتى وصل إلى الشعر الحديث حيث القصائد الرومانسية التي كتبها شاعر المرأة والحب نزار قباني.

الرومانسية في الشعر الحديث

كان للشعر الرومانسي نصيبًا في قصائد الشعر العربي، فقد ولع العرب به لاشتعال العاطفة في سطوره، وبث مشاعر الحب والغزل التي كانت تحظى بمكانة كبيرة عند العرب في جميع العصور، وكان الشعر الرومانسي يصنف حسب كل عصر، فهناك الغزل في الشعر الجاهلي والشعر الأموي والعباسي، وأخيرًا الشعر الحديث الذي جاء بعد النهضة، وتخلصت فيه قصائد الغزل من كلاسيكية الشعر الجاهلي التي كانت مقيدة بوزن وقافية وموسيقى داخلية تقليدية.

امتلأت أشعار الرومانسية في العصر الحديث بالعاطفة الجياشة والخيالات التي تفوق العقول، وتسري في العروق لشدة جمالها، وهناك الكثير من الشعراء في العصر الحديث من اهتم بكتابة قصائد الغزل منهم أبو القاسم الشابي وإبراهيم ناجي وصالح جودت وميخائيل نعمة وإيليا أبو ماضي وعلى محمد طه وخليل مطران وعمر أبو الريشة، وكان شعر الرومانسية الحديث يتميز بخصائص عامة بعيدًا عن مذاهب المدارس الشعرية في هذا العصر.

خصائص الشعر الرومانسي في العصر الحديث

يناشد شعر الرومانسية في العصر الحديث العاطفة في أشد ذروتها كما كان في العصور السابقة، ولكن كان الموضوع في العصر الجاهلي مبتدئاً، وانتشر وذاع صيته لعذوبته وجمال نظمه، كما أن الشعراء في العصر الحديث ساهموا في تطوره بدرجة كبيرة؛ لأنه كان بمثابة الهواء الذي يتنفسه الناس؛ إذ أنه يعكس الحقيقة لهم ويفصح عن أسرار النفس وما تكنه في داخلها من عاطفة، ومن خصائص الشعر الرومانسي في الشعر الحديث:

  • استحضار الصور والخيالات البعيدة عن الواقعية

يميل الشعر الرومانسي إلى إظهار الخيالات التي تخفف من حدة الواقع الأليم الذي يعيشه الناس، حتى وإن كانت الصور الممثلة من الأساطير والخرافات، تظل جذابة في أعين الناس، لما لها من أثر جميل على النفس.

  • التحرر من الوزن والقافية إلى حد ما

تمرد شعراء العصر الحديث على القوالب القديمة التي كانوا يلتزمون بها شعراء الجاهلية في أشعارهم، وعدلوا عنها في اللجوء إلى القوالب الجديدة التي تتيح لهم الاتساع في التعبير عن العاطفة والأغراض الشعرية الأخرى، وكان هذا السبب في عذوبة القصائد الرومانسية في العصر الحديث.

  • المزج بين مشاعر الفرح والحزن والألم

كان العرب يتمتعون بالأشعار الرومانسية في جميع العصور، وازدادوا استمتاعًا لدى سماعهم للشعر الرومانسي في العصر الحديث؛ لأنهم يعيشون حياة الشاعر، فيشعرون بفرح الشاعر ولهفته لرؤية المحبوبة، ويتألمون لألم الشاعر عند الفراق.

كان الشعراء في هذا العصر يضيفون إلى قصائدهم الكثير من الانفعالات كالغضب والحب والألم والأمل والفرح، وكانوا يتميزون بالصدق في المشاعر على عكس الشعراء الجاهليين الذين كانوا يلتزمون في بداية قصائدهم بالوقوف على أطلال المحبوبة بعد رحيلها وبكاء ديارها حتى وإن لم ترحل في الواقع.

  • التعبير بالرموز الموحية الجديدة

من أهم الخصائص التي تميز الشعر الرومانسي في العصر الحديث هي استخدام الشعراء للرموز التي تتسم بالغموض، وهو ما يجعل الذهن في حالة نشاط وفاعلية للتفاعل مع الشاعر والإحساس بمشاعره، وكان كل شاعر يكثر من استخدام رموز معينة، فكان كيتس يستخدم رمز القمر، وشيلّي يكثر من استخدام رموز الساقية والزورق، وهوغو كان يستخدم الرموز الخرافية والطبيعية.

أشهر شعراء الرومانسية في العصر الحديث

  • نزار قباني

هو شاعر سوري يُطلق عليه شاعر المرأة؛ إذ أنه كان يشبهها بالمدن والبلدان، غير أنه اشتهر بأشعار الحب والرومانسية، واعتبره بعض الناس مدرسة شعرية خاصة، في حين أن البعض الآخر رأى أنه ظاهرة ثقافية وحالة اجتماعية، وله كثير من القصائد منها: يا سيدتي، أنتِ الآن أهم امرأة بعد ولادة هذا العام.

  • ميخائيل نعمة

يعد الشاعر ميخائيل نعمة من أحد مؤسسي جمعية تسمى بالرابطة الإقليمية، والتي تأسست عام 1922، وغير كونه شاعرًا، فهو مسرحي وفيلسوف في النفس الإنسانية والحياة، وقاص وناقد، وله العديد من الأعمال باللغة العربية والروسية والإنجليزية، والتي تعد من أفضل المؤلفات في العالم العربي.

  • بدر شاكر السيّاب

هو شاعر عراقي يتميز بأسلوبه الشعري الجديد تأثرًا بالأدب الإنجليزي، والذي اقتبسه الآخرون وجعلوه مذهبًا لهم، حاول مع بعض الرواد للتخلص من تقييد القافية في الشعر العربي، ولهذا فيعد من ضمن مؤسسي الشعر الحر، ومن أشعاره: لقد كدت أنساه لولا الصدى، أراها غدًا هل أراها غدًا، فمن لي بأن أسبق الموعدا.

معنى الحب الروحي

الحب الروحي هو أرقى أنواع الحب وأعمقها، وهو حالة نادرة لا يشعر بها الكثيرون؛ إذ أنه يشبه الطائرة التي تمتلئ بالمشاعر الجياشة ثم تحلق في السماء بالمحب، وهذا الشعور يحدث له عندما يكون بقرب من يحب، فيشعر بالتناغم والتشابه الروحي مع حبيبه، وهو الحب من أول نظرة الذي لا يراه الناس إلا خرافة، وذلك لأنه نادر الوجود، فالحب الروحي هو إعجاب يشعر به القلب نتيجة حب العقل لهذا الشخص، ومن أعراض الوقوع في الحب الروحي الإحساس بكونك خارق نطاق وعيك عند لقائك بمن تحب.

شعر رومانسي

تكثر الأشعار الرومانسية في العصر الحديث، ومن أجملها قصيدة سأقول لك أحبك لنزار قباني شاعر الرومانسية:

سأقول لك أحبّك سَأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”..

 حينَ تنتهي كلُّ لُغَاتِ العشق القديمة

 فلا يبقى للعُشَّاقِ شيءٌ يقولونَهُ.. أو يفعلونَهْ..

عندئذ ستبدأ مُهِمَّتي في تغيير حجارة هذا العالمْ وفي تغيير هَنْدَسَتِهْ شجرةً بعد شَجَرَة وكوكباً بعد كوكبْ وقصيدةً بعد قصيدَة

 سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”.. وتضيقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري

 ويصبحُ الهواءُ الذي تتنفَّسينه يمرُّ برئتيَّ أنا وتصبحُ اليدُ التي تضعينَها على مقعد السيّارة هي يدي أنا..

 سأقولها، عندما أصبح قادراً، على استحضار طفولتي، وخُيُولي، وعَسَاكري، ومراكبي الورقيَّهْ.

واستعادةِ الزّمَن الأزرق معكِ على شواطئ بيروتْ.. حين كنتِ ترتعشين كسمَكةٍ بين أصابعي..

 فأغطّيكِ، عندما تَنْعَسينْ، بشَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ..

 سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”.. وسنابلَ القمح حتى تنضجَ.. بحاجةٍ إليكِ..

 والينابيعَ حتى تتفجَّرْ..

والحضارةَ حتى تتحضَّرْ..

والعصافيرَ حتى تتعلَّمَ الطيرانْ..

والفراشات حتى تتعلَّمَ الرَسْم..

 سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”.. عندما تسقط الحدودُ نهائياً بينكِ وبين القصيدَهْ..

 ويصبح النّومُ على وَرَقة الكتابَهْ

ليسَ الأمرُ سَهْلاً كما تتصوَّرينْ..

خارجَ إيقاعاتِ الشِّعرْ..

ولا أن أدخلَ في حوارٍ مع جسدٍ لا أعرفُ أن أتهجَّاهْ.. كَلِمَةً كَلِمَهْ..

ومقطعاً مقطعاً..

 إنني لا أعاني من عُقْدَة المثقّفينْ..

لكنَّ طبيعتي ترفضُ الأجسادَ التي لا تتكلَّمُ بذكاءْ…

 والعيونَ التي لا تطرحُ الأسئلَهْ..

 إن شَرْطَ الشّهوَة عندي، مرتبطٌ بشَرْط الشِّعْرْ

 فالمرأةُ قصيدةٌ أموتُ عندما أكتُبُها..

 وأموتُ عندما أنساها..

 سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”.. عندما أبرأُ من حالة الفُصَام التي تُمزِّقُني

وأعودُ شخصاً واحداً..

سأقُولُها، عندما تتصالحُ المدينةُ والصّحراءُ في داخلي.

 وترحلُ كلُّ القبائل عن شواطئ دمي..

 الذي حفرهُ حكماءُ العالم الثّالث فوق جَسَدي..

 التي جرّبتُها على مدى ثلاثين عاماً…

 فشوَّهتُ ذُكُورتي..

 وأصدَرَتْ حكماً بِجَلْدِكِ ثمانينَ جَلْدَهْ..

 بِتُهْمةِ الأُنوثهْ…

 لذلك. لن أقولَ لكِ (أُحِبّكِ).. اليومْ..

 ورُبَّما لن أَقولَها غداً..

 فالأرضُ تأخذ تسعةَ شُهُورٍ لتُطْلِعَ زهْرَهْ

والليل يتعذَّبُ كثيراً.. لِيَلِدَ نَجْمَهْ..

 والبشريّةُ تنتظرُ ألوفَ السّنواتِ.. لتُطْلِعَ نبيَّاً.. فلماذا لا تنتظرينَ بعضَ الوقتْ..

 لِتُصبِحي حبيبتي؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top